يواجه ليونيل ميسي وفريقه إنتر ميامي تحديًا من نوع مختلف في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث حذرت الأرصاد الجوية الأمريكية من موجة حر شديدة في عدة مدن مستضيفة، مما يهدد بزيادة الضغط البدني على اللاعبين في ظل جدول مباريات مزدحم ومناخ صعب.
حرارة مقلقة في مدن البطولة
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في الولايات المتحدة تحذيرات رسمية بشأن ارتفاع درجات الحرارة في كل من ميامي ولوس أنجلوس، وهما مدينتان تستضيفان مباريات من بطولة كأس العالم للأندية المقبلة. وتنطلق البطولة بمواجهة منتظرة تجمع إنتر ميامي، بقيادة ميسي، مع الأهلي المصري في مدينة ميامي.
وتُقام المباراة الافتتاحية في تمام الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، في وقت تكون فيه الحرارة قد تراجعت قليلًا بعد أن تصل ذروتها إلى 32 درجة مئوية. إلا أن التوقعات تشير إلى أن الأجواء ستبقى خانقة، مع حرارة تبلغ 29 درجة مئوية ورطوبة تصل إلى 65%، ما يضاعف من صعوبة الأداء البدني على اللاعبين.
مواعيد ثقيلة في ظروف مناخية متقلبة
بعد اللقاء الافتتاحي، يعود إنتر ميامي للظهور مجددًا يوم 19 يونيو في أتلانتا، وتحديدًا على ملعب "مرسيدس-بنز"، في مباراة تُقام عند الساعة الثالثة عصرًا. التوقعات الجوية تنذر بدرجات حرارة تصل إلى 31 درجة مئوية، مع احتمالية حدوث عواصف. ولحسن الحظ، فإن سقف الملعب القابل للإغلاق قد يخفف من التأثير المباشر للظروف الجوية القاسية.
أما المباراة الثالثة للفريق الأمريكي، فستكون في ميامي مجددًا يوم 29 يونيو أمام بالميراس البرازيلي، وتُجرى عند الساعة التاسعة مساءً. الأجواء في ذلك اليوم يُتوقع أن تكون أكثر اعتدالًا، مع حرارة تبلغ نحو 27 درجة مئوية.
مسار التأهل يحدد المصير المناخي
إذا تمكن إنتر ميامي من تصدر مجموعته، فسيتجه للعب في مدينة فيلادلفيا حيث الأجواء أكثر لطفًا، مع حرارة لا تتجاوز 19 درجة مئوية، ما يُعد خبرًا سارًا للفريق. لكن في حال أنهى الفريق دور المجموعات في المركز الثاني، فسيضطر للعب مباريات دور الـ16 وربع النهائي في أتلانتا، حيث قد تبقى درجات الحرارة فوق حاجز 30 درجة، مما يشكل عبئًا إضافيًا على اللاعبين.
انتقادات وتحذيرات من ضغط المباريات
تزداد المخاوف من الآثار الصحية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في ظل جدول المباريات المكثف. وتُعتبر هذه النسخة من كأس العالم للأندية من أكثر النسخ ازدحامًا من حيث عدد الفرق والمباريات، ما أثار انتقادات واسعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقد صرّحت صحيفة ذا غارديان البريطانية أن الفيفا يفكر في تطبيق فترات توقف تبريد (Cooling Breaks) خلال المباريات، لكن فقط إذا تجاوزت الحرارة حاجز 32 درجة مئوية، وهو ما اعتبره البعض غير كافٍ لحماية اللاعبين.
FIFPro يدق ناقوس الخطر
من جهتها، طالبت رابطة اللاعبين المحترفين الدولية (FIFPro) باتخاذ تدابير عاجلة لحماية اللاعبين من المخاطر المناخية. وقالت في بيان رسمي:
"مع تنظيم بطولات كبرى مثل كأس العالم للأندية في أماكن معروفة بطقسها الحار مثل أورلاندو وميامي، فإن الحرارة باتت تشكّل خطرًا مباشرًا على صحة وسلامة اللاعبين المحترفين. سنراقب عن كثب تطورات الوضع لضمان اتخاذ إجراءات تضع صحة اللاعب في المقام الأول."
في ظل الأجواء المناخية القاسية والتحديات البدنية الكبيرة، لا يبدو أن ميسي وزملاءه سيواجهون خصومهم فقط على أرضية الملعب، بل سيكون عليهم أيضًا خوض معركة ضد حرارة الصيف الأمريكي، في بطولة تتجاوز التحديات الرياضية إلى ما هو أبعد.